السنة هى المصدر الثانى للتشريع ، حيث يرجع اليها فى استنباط الأحكام بعد
القرآن ، و الأدلة القائمة على حجيتها كثيرة حيث أشير الى السنة فى مواضع عديدة من
القرآن.
و لكن لابد و أن نعرف أولا ما معنى كلمة السنة؟
فى اللغة : السنة تعنى الطريقة أو العادة.
و فى الاصطلاح (الشرع): السنة هى كل ما صدر عن النبى صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير لشىء
ما.
أولا: الأدلة القرآنية التى تأمرنا باتباع الرسول و الاقتداء به و وجوب اتباع سنته، و منها ما يلى :
قال الله تعالى (و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر 7
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنواستجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما
يحييكم) الأنفال 34
قال تعالى ( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون
لهم الخيرة من أمرهم )الأحزاب 36
قال تعالى (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى
أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما) النساء 65
قال تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم
و الله غفور رحيم) آل عمران 31
قال تعالى (و أنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم و لعلهم يتفكرون)
النحل 44
و يقول الامام ابن حزم (لما بينا أن القرآن هو الأصل المرجوع اليه فى
الشرائع نظرنا فيه فوجدنا فيه ايجاب طاعة ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه و
سلم ووجدناه عز وجل يقول فيه واصفا لرسوله صلى الله عليه و سلم ( و ما ينطق عن الهوى
ان هو الا وحى يوحى) فصح لنا بذلك أن
الوحى ينقسم من الله عز وجل على قسمين:
1)
وحى متلو مؤلف تأليفا معجز النظام و هو
القرآن.
2)
وو حى مروى منقول غير مؤلف و لا معجز النظام
ولا متلو و لكنه مقروء و هو الخبر الوارد عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هو المبين عن الله عز و جل مراده منا ،
قال تعالى (لتبين للناس ما نزل اليهم).
ووجدناه تعالى قد أوجب طاعة هذا القسم الثانى كما أوجب طاعة القسم الأول
ولا فرق).
و من هذا يتضح أن الله عز وجل قد نص فى كتابه الكريم على وجوب طاعة الرسول
صلى الله عليه و سلم و على وجوب العمل بسنة نبيه و الاقتداء و التاسى به.
و السنة هى التطبيق العملى لما جاء به القرآن، و المنكر للسنة هو فى
الحقيقة منكر للقرآن فكلاهما من لدن العليم الخبير حيث أن السنة من الوحى فقد قال
الله واصفا نبيه عليه الصلاة و السلام فى سورة النجم ( و ما ينطق عن الهوى ان هوى
الا وحى يوحى).
و قال الله ( انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون) و قد أجمع العلماء على
أن المقصود بالذكر فى هذه الأية هو القرآن و السنة معا.
و لقد وردت الحكمة بجانب الكتاب فى كثير من المواضع فى القرآن ( و الحكمة
هى السنة و الكتاب هو القرآن ) و من هذه المواضع:
قال تعالى (و اذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله و الحكمة).
قال تعالى (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا و يزكيكم و
يعلمكم الكتاب و الحكمة و يعلمكم ما لم تكونو تعلمون)
و من المعلوم أن طاعة النبى صلى الله عليه و سلم واجبة على كل مسلم موحد و
من الأدلة على هذا ما يلى:
قال الله تعالى (قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولو فإن الله لا يحب
الكافرين).آل عمران 32
و قال تعالى ( من يطع الرسول فقد أطاع الله) و هذه الأيه تدل صراحة على وجوب طاعة النبى صلى
الله عليه و سلم.
و قال تعالى ( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله و الرسول فاتقوا الله و
أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله ان كنتم مؤمنين)
و قال تعالى (و أطيعو الله و رسوله ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و
اصبروا ان الله مع الصابرين) الأنفال 46
و كما أمرنا الله تبارك و تعالى بطاعة الرسول فقد حذرنا من معصيته أيضا فى
مواضع عديدة من القرآن نذكر منها:
قال الله ( و من يعص الله و رسوله و يتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها و له
عذاب مهين ) النساء 14
قال تعالى ( يومئذ يود الذين كفرو و عصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض و لا
يكتمون الله حديثا) النساء 42
قال تعالى ( و من يشاقق الرسول بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل
المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم ساءت مصيرا) النساء 115
و فى النهاية اخوتاه لا بد و أن نحافظ على السنة و ننشرها و نتصدى لكل من
يطعن فيها فى هذا الزمان الغريب.
اللهم صلى و سلم و بارك على صاحب السنة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق