تعلم من الامام البخارى .... امام الدنيا

بالتأكيد لا يوجد مسلم على وجه الأرض لم يسمع عن الامام البخارى أو كتابه الصحيح و لكن للأسف الشديد قليل من الناس هم الذين يعرفون من هو الامام البخارى و ما قدره و لم حصل على هذه المكانة فى قلوب المسلمين على مر أكثر من 1000 سنة.


و لهذا قررت أن أكتب هذه التدوينة عن الامام البخارى و قصة نجاحه حتى نعرف أولا من هو الامام البخارى و ثانيا لنتعلم منها ما ينفعنا فى بحثنا عن النجاح.
الامام البخارى... اسمه محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبه و سمى بالبخارى نسبة الى بلده بخارى التى هى مدينة الأن فى دولة أوزبكستان.


ولد الامام البخارى فى سنة 194 هجرية أى فى القرن الثانى الهجرى الذى هو أحد القرون الثلاثة التى زكاها النبى صلى الله عليه و سلم حيث قال ( خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).


نشأ الامام البخارى فى بيئة تعرف قدر العلم و العلماء و أهمية طلب العلم فكان أبوه مصاحبا للعلماء بالرغم من كونه تاجرا و كانت أمه تقول له اطلب العلم و أنا أكفيك بمغزلى.


عندما حضرت المنية أبو الامام البخارى طلبه أبوه و قال له تركت لك ألف ألف لا أعلم فيها درهما واحدا فيه شبهة و هذه الألف ألف (مليون) درهم أنفقها الامام البخارى كلها فى طلب العلم ووصل به الحال فى آخر حياته الى أن رهن نعله.


لاحظ أن تلك المليون درهم كانت منذ أكثر من 1000 سنة أى أنها تعادل اليوم مليارات من الدراهم و أنفقت كلها فى طلب العلم و لو كان مع الامام البخارى أكثر منها لأنفقها
و لم يكن ليبخل بها أبدا.


يروى أن الامام البخارى فى طفولته أصيب بالعمى فرأت أمه رؤيا أن الخليل ابراهيم عليه السلام بشرها بأن ابنها محمد سوف يشفى و أنه سوف يصبح عالما كبيرا و هو ما كان فعلا.



بلغ عدد شيوخ الامام البخارى أكثر من 1080 شيخ ، و بالطبع هذا العدد الهائل لم يكن فى مكان أو بلد واحدة و انما كان فى بلدان كثيرة شملت كل بلاد الاسلام تقريبا ، فقد بدأ الامام البخارى رحلته فى طلب العلم و عمره 16 سنة فذهب الى مكة ثم المدينة ثم البصرة ثم الكوفة و بغداد ( حيث لقى فيها الامام أحمد ابن حنبل و يحيى ابن معين) كما أنه زار مصر و الشام.


أنفق الامام البخارى 17 سنة من عمره فى تأليف كتابه صحيح البخارى (الذى هو أصح كتاب على و جه الأرض بعد كتاب الله بكل المقاييس) حيث كان يضيف اليه
و يحذف منه و يعدل فيه، و نشر كتاب صحيح البخارى فى حياته و رآه فى أيدى الناس.

ملاحظات:

• نشأ الامام البخارى فى بيئة تعرف قدر العلم و العلماء.

• بدأ الامام الرحلة فى طلب العلم صغيرا، و هذا شىء مهم جدا حيث أن العلم تراكمى أى أنه يأتى مع السنين.

• بذل الامام البخارى كل ماله (مليون درهم) فى طلب العلم.

• تنقل الامام البخارى فى كل بلاد الاسلام تقريبا متحملا الجهد و المشقة و الغربه فى سبيل طلب العلم.

• الامام البخارى بالتأكيد كان لديه همة عظيمة هى التى حركته و صبرته على المشقة فى طلب العلم.

• لم يكن الامام البخارى اماما الا من خلال العلماء الذين تتلمذ على ايديهم.

• الامام مسلم هو أحد تلاميذ الامام البخارى.

• دخل الامام مسلم المسجد فوجد الامام البخارى يحدث الناس فذهب اليه و قال له دعنى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين و يا سيد المحدثين و ياطبيب الحديث فى علله.

• لم يكن الامام البخارى عربيا و لكنه كان مسلما.

بالتأكيد هذه و قفات قليلة جدا مع الامام البخارى و لكن من أراد أن يعرف أكثر عليه أن يستمع الى مجموعة محاضرات ترجمة الامام البخارى  لفضيلة الشيخ أبو اسحاق الحوينى.

رحم الله الامام البخارى و رد كيد من يطعنون فيه و فى كتابه الصحيح.