twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

رسالة ترحيب

أهلا بك عزيزى الناجح و شكرا لك على هذه الزيارة الكريمة

24 أبريل 2013

علو الهمة و أثرها فى النجاح

الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول..

قال أحد الصالحين: "همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال".

ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة:
"ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا"

إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة،
ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء.

عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور.

إن عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة، بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا.


يا كبير الهمة: لا يضرك التفرد، فإن طرق العلاء قليلة الإيناس.
فكبير الهمة عصامي يبني مجده بشرف نفسه، لا اتكالا على حسبه ونسبه، و لا يضيره ألا يكون ذا نسب، فحسبه همته شرفا ونسبا، فإن ضم كبر الهمة إلى نسب كان كعقد علق على جيد حسناء..

·  أبو بكر الصديق ثاني اثنين، أنفق كلَّ ماله، ويدعى من أبواب الجنة الثمانية, وهو قامع الردة.

·       عمر بن الخطاب, يفرُّ منه الشيطان، وافقه الوحي أكثر من مرة.

·       عثمان بن عفان يجهز جيش العسرة، ويوقف بئر رومة، ويختم القرآن في ركعة.

·  على بن أبي طالب يبارز في بدر، ويفتح حصن خيبر، ويقتل مرحباً، ويذبح عمرو بن ود يوم الخندق.

·  وخالد بن الوليد يخوض مائة غزوة، ويَقتل يوم اليرموك خمسة آلاف بيده، ويكسر تسعة أسياف.

·  وجُرِحَ الزبيرُ بن العوام في كل جزء من جسمه، وحمل السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار حواريَّه في الجنة.

·  وضُرِبَ طلحةُ في جسمه حتى شلَّت يدهُ، وقُتِل حنظلةُ جنباً فغسلته الملائكة، وأهتز عرش الله لموت سعد.

·       وطُعِنَ عبدُ الله بن عمرو والد جابر أكثر من ثمانين طعنة فكلَّمه الله بلا ترجمان.

·  وجمع أبيُّ بن كعب القرآن وجوَّده، فذكره الله في الملأ الأعلى، وأمر رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه سورة البينة.

·  وتصدَّق ابن عوف بألف جمل بحمولتها على الفقراء، وتصدَّق أبو طلحة بمزرعته في سبيل الله.

·       وحفظ أبو هريرة غالب السنة، ووزَّع ليله ثلاثاً ؛ للصلاة، والمذاكرة والنوم.

·  ومشى أحمد بن حنبل ثلاثين ألف ميل في طلب الحديث، وحفظ ألف ألف أثر، وترك المسند أربعين ألفاً.

·  وسافر جابر بن عبد الله في طلب حديث واحد إلى مصر شهراً، وسافر ابن المسيب ثلاثة أيام في مسألة.

·  وروى ابن حبان الحديث عن ألفي شيخ، وصنَّف الصحيح فصار أعجوبة، وتبحر في الفنون حتى صار نجم زمانه.

·       وكرر المزني رسالة الشافعي خمسمائة مرة، وكرر عالم أندلسي البخاري سبعمائة مرة .

·       وأعاد أبو إسحاق الشيرازي درسه مائة مرة، وأعاد كلَّ قياس ألف مرة، وألَّف مائة مجلد .

·  وصنف ابن عقيل الفنون ثمانمائة مجلد، وكان يأكل الكعك عن الخبز ليوفر قراءة خمسين آية.

·  وكتب ابن تيميه في اليوم أربع كراريس، تُفَرَّغُ الواحدُة منها في أسبوع، ويؤلِّف كتاباً كاملاً في جلسة واحدة، وكُتِبَ عنه أكثر من ألف مؤلف.

·  وكتب ابن جرير مائة ألف صفحة، وصنف ابن الجوزي ألف مصنف، وحفظ ابن الأنبا ري أربعمائة تفسير.

·  وبقي عطاء بن أبي رباح ينام في المسجد ثلاثين سنة في طلب العلم، وما فاتت تكبيرة الإحرام الأعمش ستين سنة.

·  وذكر النووي أن كرز بن وبرة كان يختم القرآن أربعاً في الليل وأربعاً في النهار، وختم ابن إدريس القرآن في بيته أربعة آلاف مرة، وكان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة، والبخاري ثلاثين مرة، وكان أحمد يصلي في اليوم ثلاثمائة ركعة.

·  وكان أبو هريرة يسبح اثني عشر ألف تسبيحه، وكان خالد بن مروان يسبح مائة ألف تسبيحه.

·  وعاصرنا من كان يقرأُ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ ألف مرة كل يوم، ومن كان يختم القرآن كل يوم ختمة، ومن كان يسبِّح خمسة عشر ألف تسبيحه في اليوم.

·  وألف سيبويه أعظم كتاب في النحو وهو في الثلاثين من عمره وتوفى النووي وعمره أربعون سنة وقد ترك تراثاً ضخماً.

·  وطرفة بن العبد من أصحاب المعلقات، قُتِلَ وعمرُه ستٌّ وعشرون، وقاد محمد بن القاسم الجيوش وعمره سبع عشرة سنة.

·  وروى الحسن الحديث عن جده صلى الله عليه وسلم وعمره خمس سنوات، وعقل محمود بن الربيع مجة النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وعمره خمس سنوات.

·  وحفظ ابن عباس الحديث وعمره ثماني سنوات، وكان ابن تيمية يفتي وعمره ثماني عشرة سنة.

·  وألف ابن حجر الفتح ومقدمته في ثنتين وثلاثين سنة، وكتاب الغريب لأبي عبيد في أربعين سنة، وكتاب الأغاني للأصفهاني في خمسين سنة .

·  وقتل جعفر البرمكي الوزير الخضير الجواد وعمره سبع وثلاثين سنة، وعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الزاهد أربعون سنة، وابن المقفع سبع وثلاثون سنة.

·  وحج مسروق فما نام إلا ساجداً، وصام الأسود بن يزيد حتى أخضر جسمه، وبكى يزيد بن هارون حتى ذهبت عيناه، ومشى أبو موسى الأشعري حتى تشققت قدماه.

·       وقال البخاري: ما كذبت كذبة منذ احتلمت، وقال الشافعي: ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً.

·  قيل لأبي مسلم الخرساني: مالك لا تنام ؟ قال: همة عارمة، وعزيمة ماضية، ونفس لا تقبل الضيم .

·       أسرع الفرس فركبه الملوك، وتبلَّد الحمار فركبه العبد، وافترس الأسد فملَكَ الغابة.

·  لا يُرهَبُ السيفُ حتى يسلَّ ، ولا يُخافُ الرعدُ حتى يجلجلَ، ولا يُهرب من السيل حتى يحتدمَ.

·  أجرى أديسون مكتشف الكهرباء عشرة آلاف تجربة على بطارية، كلها أخطأت فواصل حتى نجح.

·       وأقام أنشتاين عمره كله في النظرية النسبية.

·       جُمِعَ من براية أقلام ابن الجوزي ما أُدفِئ به ماءُ غسله عند الموت.

·       وجَُمِعَ الغبارُ من عمامة صلاح الدين فجعل لبنة تحت رأسه في القبر.

·       وترك حملُ الطعام للأيتام في الظلام في جسم علي بن الحسين آثاراً وندوباً .

·  صام أبو طلحة الأنصاري أربعين سنة سرداً , وحج ابن المسيب ستين حجة، وأفتى الإمام أحمد في ستين ألف مسألة بالدليل.

·  خدم أبو شجاع الملوك ستين سنة، فكفر عنها بخدمة ستين سنة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 فكن رجلاً رجله في الثرى.... وهامة همته  في الثريا

لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ.... بل اسقني بالعزِّ ماء الحنظل

·  طاف ابن بطوطة الدنيا في ثلاثين سنة , ولقي في رحلته الألاقي حتى جمع الغرائب والعجائب وصار حديث الدهر.

·       اعتزل ابن خلدون في قلعة فكتب تاريخه وحرره وحبَّره فصار آية للسائلين.

· كتب ابن عساكر الحافظ تاريخ دمشق في ستين سنة، فما ترك عالماً ولا أديباً ولا شاعراً ولا شاردة ولا واردة عن دمشق إلا سجَّلها.

 

·       وكان ابن تيميه إذا صعبت عليه مسألة استغفر ألف مرة، وقال تلاميذ الخطيب البغدادي له ـ وهم في سفر ـ حدِّثنا، فقال: نبدأ بالقرآن، فختمه كلَّه ثم حدثهم.
·       وقيل لأبي الطاهر السلفي: من أين لك هذا العلم؟ قال: من جلوس في بيتي مع الكتب سبعين سنة.

·  كرر النيسابوري صحيح مسلم مائة مرة، وأعاد ابن سيناء كتاب الفارابي أربعين مرة، وقرأ بعضهم المغني عشر مرات.

·  احترقت كتب ابن حزم كلُّها فأعادها من حفظه، وكان قتادة يحفظ حمل بعير، وقال الشعبي: ما كتبت سوداء في بيضاء إلا حفظتها.

·  وقام سفيان الثوري ليلة كاملة يصلي حتى أصبح، وتذاكر ابن المبارك الحديث هو واحد العلماء وقوفاً حتى الفجر، وبقي محمد الأمين الشنقيطي يبحث مسألة يوماً وليلة.

·  وكتب يحيى بن معين لفظ صلى الله عليه وسلم ألف ألف مرة، وكان ربما كتب الحديث خمسين مرة، وقال الشعبي: أقل ما أحفظ الشعر، ولئن شئتم لأنشدتكم شهراً كاملاً .
·  نسخ ابن دريد كتاب الجمهرة أربع مرات، ونقح البخاري صحيحه ست عشرة سنة يغتسل عند كل حديث ويصلي ركعتين.
·  أجَّر أحمد بن حنبل نفسه في طلب العلم، وباع أبو حنيفة بعض سعف بيته في العلم، وجاع سفيان ثلاث أيام في طلب الحديث .
·  كان النووي يطالع ويكتب، ويحفظ ويصلي ويسبح، فإذا نعس نام قليلاً وهو جالس، وكان للشوكاني اثنا عشر درساً في اليوم، وكان ابن سيناء يكتب في اليوم خمساً وعشرين صفحة.
·  كان إدريس النبي خياطاً، وداود حداداً، وأجَّر موسى نفسه في الرعي، وكان ابن المسيب يبيع الزيت، وأبو حنيفة يبيع البز. 
·  سبعون سنة قضاها الإمام أحمد يتقوَّت من أجرة دكان، وسبعون سنة قضاها الخليل بن أحمد على الخبز والزيت، وسبعون سنة قضاها سفيان الثوري على خبز الشعير.
·  تولى أبو بكر سنتين فأقام الخلافة وهزم المرتدين، وتولى عمر بن عبد العزيز سنتين فنشر العدل وأزال المظالم وجدد الدين، وتعلم ابن أبي جعد العلم سنتين فصار مفتي المدينة.
·  سجن السرخسي فألف المبسوط في ثلاثين مجلداً، وأقعد ابن الأثير فصنَّف جامع الأصول والنهاية ثلاثين مجلداً، وسجن ابن تيميه فأخرج الفتاوى ثلاثين مجلداً.
·  كان ابن الجوزي يكتب خواطره، وكان كِتابُ الفتح بن خاقان في جيبه ليقرأ كل وقت، وكان الخطيب البغدادي يطالع وهو يمشي.
·  قال عمر بن عبد العزيز: إن لي نفساً تواقة ؛ تاقت للإمارة فتوليتها، ثم تاقت إلى الخلافة فتوليتها، وهي الآن تتوق إلى الجنة .
·  كان أبو منصور الثعالبي يخيط جلود الثعالب فترقَّت به همته إلى أن صار أديب الدنيا، وكان الفرَّاء يشتغل بالفراء ثم صار نابغة النحو، وابن الزيات كان يبيع الزيت ثم تولى الوزارة . 
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ

بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها *** تُنال إلا على جسر من التعب

اهمية القراءة و المطالعة... يا أمة اقرأ


هذا الموضوع مقتبس من كتاب لا تحزن لفضيلة الدكتور عائض القرنى

 
وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ

إنّ من أسباب السعادة : الانقطاع إلى مطالعة الكتاب ، والاهتمام بالقراءة ، وتنمية العقلِ بالفوائدِ .

والجاحظ يُوصِك بالكتاب والمطالعة ، لتطرد الحزن عنك فيقول :

والكتاب هو الجليسُ الذي لا يُطرِيك ، والصديقُ الذي لا يُغرِيك ، والرفيقُ الذي لا يَمَلُّك ، والمستميحُ الذي لا يستريثك ، والجارُ الذي لا يستبطيك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملقِ ، ولا يعاملُك بالمكْر ، ولا يخدعُك بالنفاق ، ولا يحتالُ لك بالكذِبِ .

والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ، وشحذ طباعك ، وبسط لسانك ، وجوَّ بنانك ، وفخَّم ألفاظك ، وبحبح نفسك ، وعمَّرَ صدرك ، ومنحك تعظيم العوامِّ ، وصداقة الملوك ، وعرفت به شهرٍ ما لا تعرفه من أفواهِ الرجال في دهْرٍ ، مع السلامة من الغُرْمِ ، ومن كدِّ الطلب ، ومن الوقوفِ ببابِ المكتسب بالتعليم ، ومن الجلوس بين يدي مَن أنت أفضلُ منه خُلُقاُ ، وأكرمُ منه عِرقاً ، ومع السلامة من مجالسة البغضاء ، ومقارنة الأغنياء .

والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار ، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضَرِ ، ولا يعتلُّ بنومٍ ، ولا يعتريهِ كَلَلُ السهرِ ، وهو المعلِّمُ الذي إن افتقرت إليه لم يخْفِرْك ، وإن قطعت عنه المادة لم يقطعْ عنك الفائِدةَ ، وإن عزلته لم يدعْ طاعتك ، وإن هبَّت ريحُ أعاديك لم ينقلبْ عليك ، ومتى كنت معه متعلِّقاً بسبب أو معتصماً بأدنى حبْل كان لك فيه غنىً من غيره ، ولم تضرَّك معه وحشةُ الوحدة إلى جليسِ السوءِ ، ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلاَّ منْعُه لك من الجلوس على بابِك ، والنظرُ إلى المارة بك . مع ما في ذلك من التعرُّض للحقوق التي تلزم ، ومن فضولِ النظرِ ، ومن عادةِ الخوْضِ فيما لا يعنيك ، ومن ملابسةِ صغارِ الناسِ ، وحضورِ ألفاظهم الساقطة ، ومعانيهم الفاسدة ، وأخلاقِهم الرديئة ، وجهالاتهم المذمومة . لكان في ذلك السلامةُ ثم الغنيمةُ ، وإحرازُ الأصل مع استفادةِ الفرْعِ ، ولو لم يكن في ذلك إلا أنه يشغلك عن سخف المُنى ، وعن اعتياد الراحةِ وعن اللَّعبِ ، وكل ما أشبه اللعب ، لقد كان على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم المِنَّةَ .

وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الفُرَّاغُ نهارهم ، وأصحاب الفكاهات ساعاتِ ليلهم : الكتابُ ، وهو الشيء الذي لا يُرى لهم فيه مع النيل أثر في ازدياد تجربة ولا عقل ولا مروءة ، ولا في صوْن عِرض ، ولا في إصلاح دينٍ ، ولا في تثمير مال ، ولا في رب صنيعةٍ ولا في ابتداءِ إنعامٍ .

* أقوالٌ في فضل الكتاب :

 وقال أبو عبيدة : قال المهلَّب لبنيه في وصيته : يا بَنِيَّ ، لا تقوموا في الأسواق إلا على زرَّاد أو ورَّاق .

وحدّثني صديق لي قال : قرأتُ على شيخ شامي كتاباً فيه من مآثرِ غطفان ، فقال : ذهبتِ المكارم إلا من الكتب . وسمعتُ الحسن اللؤلؤي يقول: غبرتُ أربعين عاماً ما قِلتُ ولا بتُ ولا اتكأتُ ، إلا والكتاب موضوع على صدري .

وقال ابن الجهم : إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم . وبئس الشيء النوم الفاضل عن الحاجة . تناولتُ كتاباً من كتب الحِكم ، فأجدُ اهتزازي للفوائد ، والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة ، والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة ، وعزُّ التبين أشدُّ إيقاظاً من نهيقِ الحميرِ ، وهدَّةِ الهَدْمِ .

وقال ابنُ الجهم : إذا استحسنتُ الكتاب واستجدتُه ، ورجوتُ منه الفائدة ، ورأيتُ ذلك فيه ، فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظرُ كم بقي من ورقة مخافة استنفاده ، وانقطاع المادة من قلبه ، وإن كان المصحفُ عظيم الحجمِ كثير الورقِ كثير العددِ فقد تمَّ عيشي وكمل سروري .

وذكر العتبي كتاباً لبعض القدماء فقال : لولا طولُه وكثرةُ ورقِهِ لنسختُه . فقال ابن الجهم : لكني ما رغَّبني فيه إلا الذي زهَّدك فيه ، وما قرأتُ قطُّ كتاباً كبيراً فأخلاني من فائدة ، وما أحصي كم قرأتُ من صغار الكتب فخرجتُ منها كما دخلتُ ! .

وأجلُّ الكتب وأشرفها وأرفعها : ﴿ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ  .

* فوائد القراءة والمطالعة :

1. طردً الوسواسِ والهمِّ والحزنِ .
2. اجتنابُ الخوضِ في الباطلِ .
3. الاشتغالُ عن البطَّالين وأهلِ العطالةِ .
4. فتْقُ اللسان وتدريبٌ على الكلام، والبعدُ عن اللَّحْنِ، والتحلِّي بالبلاغةِ والفصاحةِ.
5. تنميةُ العَقْلِ ، وتجويدُ الذِّهْنِ ، وتصفيةُ الخاطِرِ .
6. غزارةُ العلمِ ، وكثرةُ المحفوظِ والمفهومِ .
7. الاستفادةُ من تجاربِ الناسِ وحكمِ الحكماءِ واستنباطِ العلماءِ .
8. إيجادُ المَلَكَةِ الهاضمةِ للعلومِ ، والمطالعةُ على الثقافات الواعية لدورها في الحياة .
9. زيادةُ الإيمانِ خاصَّةً في قراءة كتبِ أهلِ الإسلامِ ، فإن الكتاب من أعظم الوعَّاظ ، ومن أجلِّ الزاجرين ، ومن أكبر الناهين ، ومن أحكمِ الآمرين .
10.  راحةٌ للذِّهن من التشتُّتِ ، وللقلب من التشرذُمِ ، وللوقتِ من الضياعِ .
11. الرسوخُ في فَهْمِ الكلمةِ ، وصياغةِ المادةِ ، ومقصودِ العبارةِ ، ومدلولِ الجملةِ ، ومعرفةِ أسرارِ الحكمةِ .

فروحُ الروحِ أرواحُ المعاني 
 
وليس بأنْ طعمت ولا شربتا