3 أغسطس 2010

جوجل ...عملاق البحث (ج 2)


قبل جوجل لم تكن محركات البحث سهلة الاستخدام الى درجة كبيرة فمثلا كان مستخدم ياهو يضيع و قتا كبيرا و جهدا أكبر فى البحث ضمن التصنيفات و الفئات التى وضعها جيرى و ديفيد.


كما أننا لابد أن نعرف أن ياهو بعدما انصب عليها شلالات من الاعلانات نتيجة ملايين المستخدمين لخدمتها حاولت الحفاظ على تلك الاعلانات التى تدر عليها ثروات طائلة فكانت فكرة الايميل المجانى و التبويبات الأخرى مثل خدمات البورصة و الأسهم و غيرها.


و بالتالى أصبح مجال البحث على الانترنت مازال يحتاج الى فكرة جديدة مبتكرة ، و بالتأكيد فان مثل هذه الفكرة لن تأتى من مكان آخر غير جامعة ستانفورد و وادى السيليكون الذى تسببت فى و جوده، و هو ماكان متمثلا فى ظهور العملاق الجديد جوجل (Google).


بعدما القينا الضوء على تجربة ياهو الرائعة فى التدوينة السابقة نعود الأن لنجيب على سؤالنا الذى طرحناه سابقا و هو :
كيف نشأت جوجل؟

تأسست جوجل على يد شابين من طلبة جامعة ستانفورد و هما لارى بايج و سيرجى برين.


كان لارى بيج هو صاحب الفكرة الأساسية و كانت فكرته بسيطة تتلخص فى أن أهمية موقع ما تأتى من عدد الوصلات التى تؤدى الى هذا الموقع و بالتالى يمكن ترتيب المواقع المتعلقة بموضوع ما من خلال عدد الصلات التى تؤدى اليها.
و مثالا على ذلك لو تخيلنا أن هناك أحد المواقع عن الرياضة تم الاتصال به مليون مرة فهذا يعنى أن مليون شخصا يرون هذا الموقع مهما أما موقعا رياضيا آخر تم الاتصال به مثلا 100مرة فهذا يعنى أنه أقل أهمية.


و كانت هذه الفكرة الرائعة التى قد يراها البعض متواضعة هى التى قام عليها جوجل لاظهار نتائج البحث بدقة مما أحدث ثورة فى عالم الانترنت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بحيث أمكننا البحث فى أكثر من 150 مليون موقع انترنت تحتوى على مليارات الصفحات بكل سهولة ويسر و فى نفس الوقت الحصول على نتائج دقيقة جدا.


قام لارى و سيرجى بتنفيذ الفكرة و لكن فى الشبكة الخاصة بجامعة ستانفورد حتى يعرفا ما يمكن أن تؤدى اليه تلك الفكرة فكانت النتيجة هى النجاح المذهل و الانتشار المستمر لدرجة أن شبكة ستانفورد لم تعد قادرة على تحمل محرك البحث الجديد جوجل وكان لابد من البحث عن شبكة أخرى.

وهنا قرر لارى و سيرجى نتيجة هذا النجاح الهائل أن يطلقا هذا المحرك الجديد على الشبكة العنكبوتية الانترنت و لكن هذا بالتأكيد يحتاج الى التمويل الذى يفتقد اليه لارى وسيرجى الذين مازلا طالبين فى جامعة ستانفور.


و هنا تتجلى عظمة وادى السيليكون الذى يوجد فيه ما يعرف برأس مال المخاطر (venture capital) و معناه أن هناك رجال أعمال يقومون بالاستثمار فى الأفكار الجديدة التى يلمحون فيها النجاح مثل جوجل فاذا نجحت فكرة واحدة جنوا الأرباح الطائلة التى من الممكن أن تعوضهم خسارتهم من استثمارهم فى 100 فكرة فاشلة.


المهم بعد فترة من البحث عن التمويل تعرض فيها هذين الشابين لارى و سيرجى الى الرفض و محاولات استغلال فكرتهما من شركات محركات البحث الأخرى نجح لارى  و سيرجى فى الحصول على أول تمويل لهما و قد كان شيكا بمئة ألف دولار من أحد المستثمرين فى الأفكارالذى قال أنه لم يكتب شيكا فى حياته أسرع من هذا الشيك و ذلك لشدة اعجابه بفكرة لارى و سيرجى و ايمانه بنجاحها منذ البداية.


بعد ذلك تم التمويل من مستثمرين آخرين فكان مجموع ماحصل عليه لارى و سيرجى من تلك المحاولات هو مليون دولار.


ولكن هل مليون دولار (هذا المبلغ الضخم) كان كافيا لبدء شركة مثل جوجل من وادى السيليكون؟


و هل كان يناسب طموح هذين الطالبين الصغيرين ؟


هذا ما سنعرفه فى الجزء الثالث من قصة جوجل ان شاء الله.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق