هذا الموضوع مقتبس من كتاب: كيف تحقق النجاح ( اعداد : متعب بن مسعود الجعيد)
للوقت أهمية
كبرى ، ومزيَّة عظمى ، فهو غنيمة لمن أحسن استغلاله ، ومَرْبَح لمن أجاد اغتنامه ،
بل الوقت هو الحياة .
قال ابن عقيل يرحمه الله : (إنّ أجلّ تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت ، فهو غَنِيْمَة تُنْتَهَز فيها الفُرَص ، فالتكاليف كثيرة ، والأوقات خَاطِفة) .
قال ابن عقيل يرحمه الله : (إنّ أجلّ تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت ، فهو غَنِيْمَة تُنْتَهَز فيها الفُرَص ، فالتكاليف كثيرة ، والأوقات خَاطِفة) .
ولابد للوقت
حتى يُسْتغلَّ : من تنظيم ، فالخطوة التي تلي التخطيط هي : توفير الوقت اللازم
للتنفيذ ، وهذه تكون بأمرين :
أولاً : مراعاة حال الشخص وظروفه عند
وضع الخطة .
ثانياً : المحافظة على ما خُصِّص من وقت
لتنفيذ هذا العمل مِنْ أَنْ تَطْغى عليه أعمال أخرى .
فالانضباط
الذاتي أساس تنظيم الوقت ، بل إنّ أعظم تخطيط للوقت لا يساوي شيئاً ولا يُجْدِي
إذا لم يكن من يُنَفِّذه منضبطاً ذاتياً ، ومتقيِّداً بتَخْطِيطه .
وشكاية
كثير من الناس الجادّين : من ضَيْق الوقت أو عدم توفُّره هو في الحقيقة من عدم
التنظيم، فالعمل الذي يسْتَغْرِق لإنهائه : عشر دقائق يُصْرَف في
إنجازه : ساعة كاملة ، وما ذلك إلا لسوء التخطيط أو عدمه ، أو التسويف أو غير ذلك
.
فَلْيتخلَّص
المرء من مُضيِّعات الوقت ، ولْيُحَاوِل استخدام وقته بشكل فعَّال ، بحيث تُقلَّص
نسبة الوقت المصروف دون فائدة ، وذلك إنما يكون بتنظيم الوقت .
وإليك
قواعد في تنظيم الوقت :
أولاً : تحديد
الأولويات : فلا بد للمرء من تحديدها حتى يُقدِّم الأهم على المهم ، والمهم على
غير المهم ، وحتى يحذر من الخَلْط بين المهم والعاجل فلا يُقدِّم العاجل غير المهم
على المهم العاجل وغير العاجل ؛ لأن هذا يُرْبِك ما سبق أنْ خُطِّط له، ويؤجِّل
إتمام كثير من الأشياء المهمة .
وليتذكر المرء
أنّ اختيار العمل الأفضل أهم من عمل أي شيءٍ فقط ، فلا يخلط المرء بين الحـركة
والتقدُّم ، فالحركة تكون في اتجاهات مختلفة أو متضادة ، بل قد تكون في المكان
نفسه ، أما التقدم فإنه يكون دائماً إلى الأمام نحو الهدف .
ثانياً : تحديد مواعيد الانتهاء من
الأعمال : حيث إن تحديد وقت الانتهاء والالتزام به تَحَدٍ يَشْحذ الذهن ، ويُعِيْن
على التركيز ، بل يهيئ الجسم للانصراف نحو العمل المطلوب.
وليُعْلَم أنه
يجب عند تحديد المواعيد النهائية أن يكون الإنسان واقعيّاً ودقيقاً في تقديره ،
بحيث لا يكون الوقت قصيراً جداً فيُصَاب المرء بالإرهاق والإحباط ، ولا يكون
طويلاً ، فيُصاب بالفتور والتواني.
ولا بأس بعد
تحديد الموعد بأن يُعاد تحديد موعد بديل إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، لكن لا تُتْرَك
النهاية دون موعِدٍ مقدَّر .
ثالثاً : العمل بكل وسيلة تساعد في حفظ
الوقت ومن الوسائل المساعدة لحفظ الوقت ما يلي :
1ـ حسن التعامل
مع الهاتف .
2ـ تحديد مواعيد للزيارات الروتينية،وينبغي أن تكون محصورة بين عملين معروفين، كصلاة المغرب والعشاء مثلاً .
2ـ تحديد مواعيد للزيارات الروتينية،وينبغي أن تكون محصورة بين عملين معروفين، كصلاة المغرب والعشاء مثلاً .
3ـ التخطيط
للخروج من المنـزل بحيث يقضي المرء أكبر قدر ممكن من الأعمال في كل مرة يخرج فيها
، ولا يجعل لكل عمل خروجاً مستقلاً .
4ـ تفويض ما
يمكن تفويضه من الأعمال ، ولو كَلَّفَ ذلك بعض المال،ولْيتذكر المرء أن الوقت لمن
يحتاجه ويحسن استغلاله : أغلى من المال .
كان الشيخ جمال
الدين القاسمي ـ رحمه الله ـ يتحسَّر عندما يَمُرُّ أمام مقاهي دمشق ، ويرى الناس
يمضون أوقاتهم في لهو وثرثرة ، ويَتَمَنَّى لو استطاع شراء أوقاتهم منهم .
5ـ تحديد
مواعيد الالتقاء مع الآخرين بدقة ، وعدم الرضا بالمواعيد المطاطة .
6ـ إدارة
الاجتماعات بفعاليّة ، واستثمارها جيداً .
ولْيَحْرص المرء على اقتناص دقائق الوقت
الضائعة ، ولْيغتنم أوقات الانتظار ، بل يغتنم كل دقيقة في هذه الحياة .
كان أبو يوسف ـ
رحمه الله ـ في مرض الموت ، وعنده أحد تلاميذه ، وقد أُغمي عليه ، فلما أفاق قال
له : يا إبراهيم ما تقول في مسألة كذا ؟ فقال إبراهيم : في مثل هذه الحال! قال:
نعم ، لا بأس لعله ينجو ناج ! فتباحثا قليلاً ، قال إبراهيم : فلما خرجتُ من عنده
سمعتُ الصُّراخ عليه وإذا هو قد مات.
وكان سليم
الرازي ـ رحمه الله ـ إذا كان يكتب فحفي عليه القلم ، وأخذ في بريه : حرَّك شفتيه
بالقراءة .
وقال بعض السلف لأصحابه وقد كانوا عنده : (إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعلّ أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ، ومتى اجتمعتم تَحَدَّثْتُم) .
وقال بعض السلف لأصحابه وقد كانوا عنده : (إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعلّ أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ، ومتى اجتمعتم تَحَدَّثْتُم) .
وقال ابن
الجوزي يرحمه الله : (ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه ، وقدر وقته ، فلا يُضيع
منه لحظة في غير قُرْبة ، ويُقدِّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل) .
إنَّ
ساعة تُنْتَزع كل يوم من أوقات اللهو ، وتُستعَمل فيما يفيد : تُمكِّن كل امرئٍ ذي
مقدرة عقلية عادية أن يتضلَّع في علم بتمامه .
قال ابن النحاس :
اليومَ شيءٌ وغداً مثلُهُ
يُحصِّل المرءُ بـها حِكْمةً |
مِنْ نُخَبِ العلمِ التي تُلتَقَطْ
وإنما السيلُ اجتماعُ النُقَطْ |
0 التعليقات:
إرسال تعليق